قتل زوجته زينة كنجو في لبنان ومن ثم فر إلى اسطنبول ، بكل دم بارد
قام المواطن اللبناني المفجوع بالمناشدة بقتل ابنته زينة كنجو، وطالب بإلقاء القبض على زوجها المشتبه به بقيام هذه الجريمة ، وتطبيق القانون بحقه، مشيرا إلى أن المجرم المشتبه به ما يزال حرا طليقا ويقوم بنشر الأخبار الملفقة.
قبل يومين، قتلت زينة كنجو خنقاً على يد زوجها المدعو إبراهيم، في منزلهما الواقع بمنطقة عين المريسة في العاصمة اللبنانية بيروت.
دعا أب الضحية، محمد كنجو، عبر تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية“، الجهات الأمنية المختصة إلى إلقاء القبض على القاتل الذي ما زال “حرّاً طليقاً يقوم بأرسال الأخبار الملفقة عن ابنته وطالب بإعدامه على الفور”.
وقال كنجو، ابن بلدة السنديانة في قضاء عكار شمال لبنان: “كيف لهذا المجرم أن يسرح ويمرح أمام ناظري الدولة اللبنانية ؟ وأضاف والد الضحية أين القضاء المختص وأين قوى الأمن من ذلك الجريمة البشعة “.
وتابع والد الضحية “تواصلت في هذا الصباح مع عقيد في قوى الأمن الداخلي وطالبته بإلقاء القبض على هذا المجرم”.
وكان الأب يتلقى التعازي، أثناء حديثه مع موقع “سكاي نيوز”، وأٔشار إلى أن هذا الزواج عمره أشهر ولا يتعدى السنة وقال ” كانت ابنتي تعمل في مجال عرض الأزياء وذات سمعة شريفة.
التعارف والزواجِ
قررت الضحية في يوم من الأيام قيامها بحفلة تكريم لها وتعرف عليها في هذه المناسبة المشتبه به زوجها ، زوجها هو ابن مدينة طرابلس، إلا أنه يسكن في بيروت وطلب يدها على أنه مهندس، لكن العائلة لم تكن متأكدة من صحة ادعائه، وتم الزواج بسرعة بسبب ظروف كورونا ، وتم الزواج دون حفل زفاف وذهبت معه إلى منزلها الزوجي في بيروت”.
وأضاف والد زينة “المغدورة واحدة من بين أبنائي الستة، ولم أكن أعلم بحدوث مشاكل بينها وبين زوجها إلا قبل يومين ، عندما سمعت شيئاً من هذا القبيل، علم والد الضحية بأن المغدورة عملت على تهديد زوجها بالقانون وكلفت محامياً في “قضية التعنيف” .
الأتهام بالخيانة
وعندما سئل الأب حول نوعية الأعمال التي كان يقوم بها الزوج المتهم بالقتل، أجاب “يشتغل في كل شيء ممنوع وحرام ” كما استنكر والدها بشدة الكلام الذي بثته قناة تلفزيونية، ليل السبت، من خلال رسالة صوتية أرسلها الزوج القاتل يتهم بها زوجته بالخيانة.
الهروب إلى أسطنبول
من جهة أخرى، أوضح محامي الضحية أشرف الموسوي، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” ، أنه تم التعرف على مكان القاتل، صرح المحامي بأن المشتبه به غادر لبنان إلى الخارج.
وأضاف المحامي الموسوي أن “مصادر أمنية مواكبة للتحقيق جزمت أن المجرم زوج المغدورة غادر لبنان في الثامنة والنصف من صباح السبت الواقع في 30 يناير فبراير 2021 عبر مطار رفيق الحريري الدولي متجهاً إلى إسطنبول.
الأبلاغ عن الجريمة
بحسب المصادر الأمنية ، فور وصول الزوج إلى اسطنبول و قرابة الظهر اتصل بصديق له وطلب منه إبلاغ القوى الأمنية بحصول الجريمة”.
وتابع المحامي: ” كان والد الضحية قد حاول الاتصال بها وتم هذا الاتصال قرابة منتصف الليل أي فجر السبت طمأنته بأنها سعيدة وعلى ما يرام وكانت تدخن الأرجيلة .”
وتوقع الموسوي أن تكون الجريمة قد حصلت بين الساعة 12 ليلاً من فجر السبت وبين الخامسة أي قبل وصوله إلى المطار ليستقل الطائرة “
ويرى المحامي الموسوي أن هذه الجريمة كان مخططاً لها بسبب قيام المجرم المشتبه به بشراء تذكرة سفر ذهاب وعودة الى “إسطنبول – بيروت “.
وبحسب المحامي، فقد قام المشتبه به بالقدوم إلى لبنان في 22 من يناير، ونفذ جريمته بعد استدراج الضحية قبل مغادرته، بينما كان الحجز مؤكدا.
وبالتالي، ما جرى يندرج ضمن الجرائم المبيتة لاستدراج المغدورة وقتلها، حيث نفذ عمله الجرمي وأقدم على فعله عن سابق إصرار وترصد وغادر الأراضي اللبنانية بدم بارد، بحسب المصدر.وحول التسجيل الصوتي الذي أذيع على قناة تلفزيونية، أشار الموسوي إلى أن المجرم أرسله من تركيا .
إدانة للعنف الأسري
قالت المحامية، ليلى عواضة، عن جمعية “كفى” المتخصصة بقضايا العنف ضد النساء أن هذه الجريمة تندرج ضمن سلسلة جرائم العنف الأسري والتي لم تتوقف لأسباب عديدة أبرزها النظر الى الجريمة على أنها جريمة فردية، في حين أنها ضمن سلسلة جرائم تصيب المجتمع اللبناني بأكمله.
وأشارت عواضة الى أن هذه الجرائم لن تتوقف طالما أن أسبابها لم تعالج والمنظومة الذكورية التي تكرس السلطة المطلقة للرجل داخل الأسرة وتوضع المرأة في موضع التبعية سواء مع زوجها أو مع أخيها أو والدها”.
ولفتت المحامية عواضة إلى أن “هذا التكريس لهذه السلطة لم يحجم ولم يحاسب، منوهة بمواد مهمة في قانون العنف الأسري الذي أقر في لبنان في عام 2014 وتم تعديله في عام 2020 الا أنه ما زال ولغاية اليوم محط انتقاد من بعض الطوائف والنواب كما أن هناك العديد من القضاة من الإناث قبل الذكور لم يطبقنه.
ودعت عواضة إلى تطبيق هذا القانون بحزم وإلى استجابة القضاة قبل غيرهم معه حيث أنه يتضمن مواد فعالة يجب الإسراع بتطبيقها، إضافة إلى الإسراع بالمحاكمات.