محاكمة وزيرة دنماركية سابقة لإدانتها بتفريق أزواج من طالبي اللجوء
بدأ القضاء الدنماركي الخميس محاكمة وزيرة الاندماج السابقة إينغر ستوينبرغ بتهمة مخالفة القانون بعدما أمرت بتفريق أزواج من طالبي اللجوء، في حدث نادر في هذه الدولة الاسكندينافية.
قضت المحكمة الدنماركية بحبس وزيرة الاندماج السابقة إنغر ستويبرغ شهرين لإدانتها بأنها أمرت، خلافاً للقانون خلال توليها المنصب بفصل أزواج عدة من طالبي اللجوء لأن النساء كانت قاصرات.
وأشارت محكمة العدل الخاصة الدنماركية إلى أن ستويبرغ “مذنبة بارتكاب مخالفة متعمدة لقانون المسؤولية الوزارية.“
(العقوبة هي الحبس 60 يوماً).
وقال أستاذ الحقوق في جامعة الدنمارك فريديريك واغ لوكالة فرانس برس “إنها أول حالة من هذا النوع منذ 25 عاما ولم يسبقها سوى حالة أخرى شبيهة بها كانت في الماضي ، وأكد المتحدث بأن هذا حدث تاريخي”.
وفي المحاكمة التي بدأت في سبتمبر/أيلول، قامت الوزيرة ستويبرغ بالدفاع عن براءتها من تهمة انتهاك الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان لإصدارها أمراً بفصل أزواج من طالبي اللجوء، بعضهم لديه أولاد، في حال كانت المرأة قاصراً.
لكن منتقدين يقولون إن فارق السن بين الزوجين كان صغيرا.
قالت الفتيات المراهقات إنهن وافقن على الزواج ، وكان شركاؤهن في الغالب من الأولاد والرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 30 عامًا. أيضًا ، كان لدى بعض الأزواج أطفال بالفعل أو كانوا ينتظرون طفلًا.
في عام 2016 فُصل 23 زوجاً، غالبيتهم الفوارق العمرية بينهم ضئيلة، بلا دراسة إفرادية لملفاتهم، بناء على توصيات الوزيرة. ووُضعوا حينها في مراكز مختلفة خلال دراسة ملفاتهم.
وأشار رئيس المحكمة توماس روردام خلال جلسة النطق بالحكم إلى أن القرار “كان غير قانوني لأن وزيرة الاندماج لم يكُن يُفترض بها أن تتخذ تدبيراً ملموساً لم يؤخذ فيه بأي اعتبار فردي للأشخاص المعنيين”.
وبات على البرلمان اتّخاذ قرار بشأن إقصائها من عضوية المجلس النيابي من عدمه، في تدبير غير متّصل بالعقوبة.
صوت 139 من اصل 179 من أعضاء مجلس النواب لصالح لائحة الاتهام التي عارضها ثلاثون نائبًا فيما لم يشارك عشرة في التصويت.
وكانت ستويبرغ التي تولت بين عامَي 2015 و2019 وزارة الهجرة في حكومة يمينية وسطية، تحظى بدعم حزب الشعب الدنماركي اليميني القومي المناهض للهجرة وتنتهج سياسة بالغة التشدد إزاء المهاجرين وطالبي اللجوء.
وهي تفاخر بأنها أدخلت أكثر من 110 تعديلات لتقييد حقوق الأجانب.
وخلال توليها المنصب أقرّت تدبيراً ينصّ على مصادرة ممتلكات المهاجرين لتمويل رعايتهم في الدنمارك.
وهذه هي المرة الثالثة فقط منذ عام 1910 التي يُحال فيها مسؤول سياسي أمام محكمة العدل الخاصة في الدنمارك المؤلَّفة هيئتها من 26 قاضياً والمكلفة محاكمة وزراء لارتكابهم تجاوزات أو إهمالاً خلال ممارستهم مهامهم.
وفي عام 1993 نظرت المحكمة في قضية تجميد لمّ شمل أسر اللاجئين التاميل الذي تقرّر في عامَي 1987 و1988 في عهد الوزير المحافظ إريك نين-هانسنس. وقد حُكم عليه بالحبس أربعة أشهر مع وقف التنفيذ.
سياسة صارمة جدا مناهضة للهجرة
اتبعت الوزيرة السابقة سياسة صارمة جدا مناهضة للهجرة وهي تنتقد الإسلام باستمرار. وقد أثارت جدلا عندما وضعت على شبكات التواصل الاجتماعي صورا لها مع قالب حلوى للاحتفال بالتعديل الخمسين في 2017.
وخلال ولايتها، تمكنت من تمرير إجراء يسمح بمصادرة ممتلكات للمهاجرين لتمويل رعايتهم في الدنمارك.
هذه هي المرة الثالثة منذ 1910 التي يُحال فيها زعيم سياسي على محكمة العدل الخاصة المخصصة لمحاكمة الوزراء الذين ارتكبوا عمليات اختلاس أو إهمالا لدى ممارسة وظائفهم.
المصدر : وكالات