رفع العقوبات عن سوريا سيستغرق وقتًا، وقد لا يكون شاملاً أو سريعًا، وذلك لعدة أسباب رئيسية

رفع العقوبات عن سوريا سيستغرق وقتًا، حتى بعد إعلان نية ( الولايات المتحدة) البدء في رفعها ، كما أن بعض الدول الأخرى ما زالت تشترط حلًا سياسيًا شاملًا قبل رفع العقوبات بالكامل.
هذا التأخير يعود إلى عدة عوامل
1. القرار سياسي ومعقّد:
- العقوبات فُرضت لأسباب تتعلق بالصراع المسلح، انتهاكات حقوق الإنسان، وغياب الحل السياسي.
- رفعها يتطلب تحولًا حقيقيًا في الوضع السياسي داخل سوريا، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن بشكل ملموس.
2. شروط المجتمع الدولي:
- الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تربط رفع العقوبات بـ:
- تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 (المتعلق بانتقال سياسي).
- تحسين أوضاع حقوق الإنسان.
- ضمان عودة آمنة وطوعية للاجئين.
3. الإجراءات البيروقراطية:
- حتى في حال وجود رغبة سياسية برفع العقوبات، فإن العملية تشمل:
- مشاورات داخلية في الحكومات.
- موافقة برلمانات أو مجالس وزراء.
- تنسيق مع حلفاء.
- إصدار قرارات رسمية.
4. الرفع الجزئي ممكن:
- قد تبدأ بعض الدول برفع جزئي أو تعليق مؤقت للعقوبات، خصوصًا لأغراض إنسانية أو اقتصادية.
- هذا لا يعني رفعًا كاملًا أو دائمًا، بل تخفيفًا محدودًا.
- التحقق من التغيرات على الأرض
المجتمع الدولي سيبحث عن دلائل واقعية على التغيير في سوريا، مثل:
تحسين أوضاع حقوق الإنسان.
انفتاح سياسي.
عودة آمنة للاجئين.
الشفافية في استخدام الأموال الدولية.
العقوبات مربوطة بقوانين دولية ومحلية:
مثل “قانون قيصر” الأميركي، الذي يُقيّد إمكانية رفع العقوبات بسهولة، ويتطلب موافقة الكونغرس.
بعض العقوبات الأوروبية مرتبطة بتشريعات لا يمكن تجاوزها إلا بإجماع الدول الأعضاء.
موافقة الكونغرس الأميركي لإلغاء قانون قيصر
نعم، قانون قيصر (Caesar Syria Civilian Protection Act) يتطلب موافقة الكونغرس الأميركي لإلغائه أو تعديله.
تفاصيل مهمة:
- القانون أُقر رسميًا من الكونغرس عام 2019:
كجزء من قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA).
دخل حيز التنفيذ في يونيو 2020.
حصل على دعم واسع من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري).
- مضمونه:
يفرض عقوبات اقتصادية ومالية على النظام السوري، وداعميه (روسيا، إيران، كيانات وشخصيات).
يستهدف من يشارك في:
دعم عسكري مباشر للنظام.
إعادة الإعمار دون إشراف دولي.
انتهاكات حقوق الإنسان.
- صلاحيات الرئيس محدودة:
لا يستطيع إلغاء القانون من تلقاء نفسه.
يمكنه فقط تعليق تنفيذ بعض العقوبات مؤقتًا إذا قدّم للكونغرس مبررات قوية، مثل:
تحسن في الوضع الإنساني.
خطوات سياسية إيجابية من النظام السوري.
الخلاصة:
نعم، إلغاء قانون قيصر كليًا يتطلب تصويت وموافقة من الكونغرس.
أي محاولة من الرئيس (مثل ترامب) لتجاوزه ستصطدم بعقبة قانونية وسياسية ما لم يحصل على دعم داخل الكونغرس.
العقبات اللوجستية والبيروقراطية
الشركات والبنوك تحتاج وقتًا لاستعادة الثقة والعودة للعمل في سوريا.
لا يمكن إعادة العلاقات الاقتصادية بشكل مباشر وسريع بعد سنوات من الانقطاع والعقوبات.
حتى لو بدأ رفع العقوبات الآن، فإن آثار ذلك على الأرض قد لا تظهر فورًا، بل ستأخذ أشهرًا أو حتى سنوات لتُترجم إلى تحسّن اقتصادي أو تغيّر سياسي ملموس.
مخاوف من استفادة النظام الجديد فقط:
بعض الدول تخشى أن يؤدي رفع العقوبات إلى تمويل الفساد أو دعم النظام دون وصول المساعدات للشعب.
عدم وجود آلية شفافة تضمن استخدام الأموال في إعادة الإعمار الحقيقي والمستدام.
استمرار النفوذ الأجنبي والنزاع في بعض المناطق:
الوجود العسكري الأجنبي (أميركي، روسي، تركي، إيراني) على الأراضي السورية يعقّد أي اتفاق شامل.
لا تزال هناك مناطق خارجة عن سيطرة الدولة، ما يعيق تطبيق أي قرار موحد.
نجاح ترامب في رفع العقوبات عن سوريا ممكن جزئيًا، لكنه صعب بالكامل في الوقت الحالي.
- ما يستطيع ترامب فعله:
تعليق أو تخفيف بعض العقوبات بقرارات رئاسية مؤقتة.
منح استثناءات إنسانية أو اقتصادية محدودة.
توجيه وزارة الخزانة لتسهيل بعض المعاملات.
بمعنى آخر : يمكن للرئيس الأميركي دونالد ترامب تخفيف الضغط جزئيًا، وفتح بعض المجالات (مثل الاستثمار أو المساعدات)، لكن ليس رفع جميع العقوبات بشكل سريع وكامل.
- ما لا يستطيع فعله بمفرده:
إلغاء العقوبات التي أقرها الكونغرس، مثل “قانون قيصر”.
هذا يتطلب تصويتًا داخل الكونغرس (النواب والشيوخ).
حاليًا، هناك معارضة من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين.
- العقبات أمامه:
الانقسام داخل أميركا حول العلاقة مع الحكومة السورية.
معارضة المنظمات الحقوقية التي تعتبر العقوبات وسيلة للضغط على النظام.
الموقف الأوروبي الرافض للتطبيع الكامل مع دمشق.
غياب تغيّر سياسي فعلي في سوريا (مثل الإصلاح أو إطلاق المعتقلين أو بدء انتقال سياسي).
الخلاصة:
نعم، يمكن لترامب أن يخفف العقوبات أو يجمّد بعضها، خاصة إذا استمر في الحكم.
لكن من الصعب جدًا أن ينجح في رفعها بالكامل، إلا إذا:
تغيّر موقف الكونغرس.
حدث تقدم سياسي أو إنساني كبير في سوريا.
حصل توافق دولي أوسع.
الاحتمال الأقرب: نجاح جزئي، لا إلغاء شامل.