في كثير من الأحيان يكون الصيام مصحوبآ بالتوتر عند بعض الأشخاص ، بهذه النصائح تستطيع التفوق على هذا الشعور
أيام معدودة وسوف ندخل شهر رمضان المبارك ، والذى ينتظره ملايين المسلمين حول العالم، يعتبر شهر رمضان الكريم من الشهور المقدسة عند المسلمين، ففيه تتطهر الأنفس وتصفو.
كما يشكل هذا الشهر الفضيل حدثا بارزا في حياة كل مسلم، الصوم في هذا الشهر يقوم على الروحانية والأيمان التي تملأ ساعات الصوم ، هذا الشهر الفضيل يساعد على تهدئة النفوس لبعض الأشخاص، وزيادة الألفة بين البشر، ومحاولة الابتعاد عن الانفعال والعصبية.
لكن ما نجده هو عكس ذلك تماما عند بعض الأشخاص، حيث تزداد العصبية والتوتر والانفعالات ، وفي بعض الأحيان تتطور العصبية لشجار على أتفه الأسباب، وتبرر الغالبية هذه الأفعال بالصيام، السبب الذي يكون في معظم الأحيان بعيدا عن الحقيقة ومخالفآ للصواب.
الأنفعال الزائد
يرجع الانفعال الزائد خلال أيام شهر رمضان المبارك إلى الاعتياد على ممارسة بعض العادات الخاطئة طوال العام وفي رمضان أيضا، على سبيل المثال ، تناول الكافيين الناتج عن شرب الشاي والقهوة والتدخين، وعدم تنظيم الأكل والإفراط في تناول الإفطار، وهذه العادات الخاطئة من شأنها أن تغير مزاج الصائم وتزيد من معدلات العصبية .
كما أن المدخن عندما ينقطع عن التدخين خلال فترة الصيام يؤدي ذلك إلى شعوره بالكسل والخمول والعصبية، وبعض الأشخاص تكون لديهم عدم رغبة في العمل، فكلما زادت ساعات الانقطاع زادت حدة العصبية والتوتر، فكل هذه الأعراض تنتج من إدمان التدخين أو الكافيين، وليست من الصيام، فالصائم الذي لا يتناول أي من هذه المنتجات نجد عنده استرخاء نفسيا وهدوءا طوال ساعات الصيام.
العصبية لا علاقة لها بالصيام
كما أكدت الدراسات والتقارير التي أجريت في المجتمعات العربية، أن نسبة الجرائم الجنائية والمشاجرات تزداد بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان خاصة الأسبوع الأول منه، وخلال الفترة التي تسبق الإفطار مباشرة.
وفي هذا السياق، يقول مدير المجلس الإقليمي للصحة النفسية، د. أمجد العجرودي، بأنه يوجد الكثير من الأشخاص الذين يعانون من العصبية الزائدة خلال ساعات الصيام ، مشيرا إلى أن الكثير من الأشخاص يقومون بالربط بين شهر رمضان وساعات الصيام وبين زيادة العصبية والغضب، وهذا غير صحيح .
العصبية لا علاقة لها بالصيام، ولكنها ترجع إلى بعض العادات غير الصحية التي اعتاد عليها الفرد قبل وبعد شهر رمضان المبارك ويمنعها وقت الصيام مما يؤدي إلى حدة التوتر، فبعض الأسباب ترجع إلى توقف الفرد عن تناول شيء يدمنه ويتعلق ذلك بمدمني المكيفات مثل الشاي والقهوة والنسكافيه والشوكولا .
ويضيف د. أمجد العجرودي ، أن الإدمان يشمل أيضا المدخنين وإدمانهم للسيجارة أو الشيشة، كل هذه الأشياء من شأنها أن تزيد الغضب والعصبية لدى متناوليها نتيجة اعتيادهم على تناولها بشكل مستمر وأثناء انقطاعهم عنها لا يقدرون ذلك، ويظل لديهم رغبة في تناولها مما يزيد من حدة العصبية خلال فترة الصيام، مشيرا إلى أن هذه الفترة التي تحتوي على العصبية والتوتر تستغرق من أسبوع إلى عشرة أيام لكي تزول، وهي الفترة التي يتأقلم فيها الجسم، ومن بعد هذه الفترة لابد من اعتياد الجسم والبعد عن المكيفات حتى يستطيع الفرد استكمال شهر رمضان في هدوء وبدون عصبية.
تأثير الماء على الدماغ
لا تقتصر أسباب العصبية في شهر رمضان عند هذا الحد بل إن هناك أسباب أخرى، فقد أثبتت دراسة بريطانية أن للماء دورا كبيرا في عمل الدماغ، حيث ثبتت الدراسة أن الماء يشكل 75% من الدماغ، وقد يكون نقص الماء خلال ساعات الصيام مسؤولا بشكل أساسي عن اضطراب وظائف خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة العصبية والتوتر وضعف التركيز.
كما يؤدي نقص المياه في بعض الأحيان إلى الهلوسة، ويكون ذلك في الحالات الشديدة، ويرجع ذلك إلى أن الدماغ يفرز مواد بسبب نقص المياه، وغالبا تكون هذه المواد لها دور مهم في زيادة التوتر والعصبية بشكل كبير، كما أن الدماغ يعتمد على الجلوكوز في حصوله على الطاقة، وقد يؤدي نقص الجلوكوز في الدم إلى زيادة العصبية والانفعال عند بعض الأشخاص.
أهمية النوم
من الأسباب التي تؤدي أيضا إلى العصبية والتوتر خلال ساعات الصيام السهر وقلة ساعات النوم، وهذا يكون نتيجة العمل أو مشاهدة المسلسلات في شهر رمضان المبارك ، فتكون ساعات النهار شاقة وخاصة مع قلة الساعات بين الإفطار والسحور، وذلك على عكس النوم مبكرا من شأنه أن يعطي نتيجة إيجابية في تحسين المزاج، فهناك بعض الأشخاص الذين يلجؤون إلى عدم تناول وجبة السحور من أجل النوم، وهذا يعد خطأ أيضا، لأن هذه الوجبة هي التي تعطي الجسم الطاقة وتساعده على العمل خلال ساعات الصيام وتقلل من حدة الشعور بالعطش.
المساعدة في الحل هنا تكمن في التعجيل بالإفطار والحرص على تناول وجبة السحور، واختيار الغذاء الصحي الذي يحتوي على الفيتامينات التي تمد الجسم بالطاقة، والمتمثلة في الخضروات والفاكهة، كما يجب الأبتعاد عن الدهون، والتقليل من تناول الحلويات لأنها تزيد الإحساس بالعطش .
الإكثار من تناول الطعام
كثيرا ما تنتهي وليمة الإفطار بحالة من الخمول وامتلاء المعدة بسبب الإكثار من تناول الطعام بطريقة خاطئة، وهو ما قد يتسبب بمشاكل صحية. تصحيح تلك العادات مهما جداً للحفاظ على صحة الصائم وإبعاد شعور التعب
يقول الدكتور السعودي فيصل الصفي، طبيب الأمراض الباطنية، في صفحته على تويتر، أن من أهم أسباب الصداع في نهار رمضان إهمال السحور الصحي، مما يتسبب في جفاف الجسم.
إهمال شرب المياه أو تناول سحور صحي يؤثر بشكل كبير على صحة الصائم وأدائه. ونصح الصَفي الصائمين بتناول قدر مناسب من السوائل خلال فترة الإفطار لتجنب الإصابة بالصداع في اليوم التالي، كما نصح بممارسة الرياضة وتجنب السهر.